السيرة الذاتية
منذ سن الرابعة عشرة، حلمت عايدة بأن تصبح عالمة أنثروبولوجيا، مستلهمةً شغفها من كتب المراهقين والمراهقات التي أثرت في حياتها وشكلت نافذة لاستكشاف السلوك البشري عبر العصور. وبينما غذّت القراءة طموحها، وجدت نفسها تخط طريقًا غنيًا بالتجارب المهنية.
بعد حصولها على شهادة البكالوريا الأدبية، واجهت عايدة تحديًا في غياب تخصص الأنثروبولوجيا في المغرب. ومع ذلك، اكتشفت عام 2004 المعهد الوطني للخدمة الاجتماعية، مما شكّل نقطة تحوّل عميقة في مسارها، حيث أتاحت لها دراستها فرصة لفهم إشكاليات المجتمع والمساهمة في معالجتها.
انخرطت عايدة منذ بدايات مسيرتها المهنية في العمل مع الفئات المهمشة، حيث عملت بين عامي 2005 و2008 كمساعدة اجتماعية مع منظمة “أطباء بلا حدود”، داعمةً المهاجرين والمهاجرات الذين غالبًا ما يواجهن·ون ظروفًا تمس كرامتهن·م الإنسانية.
لاحقًا، تعاونت عايدة مع منظمات دولية ومحلية متنوعة، من بينها “Casal dels Infants” عام 2011، حيث قدمت الدعم التقني للجمعيات المجتمعية في الأحياء المهمشة، وأدارت مركزًا طبيًا واجتماعيًا لصالح منظمة “أرض الإنسان وأم البنين” عام 2012. كما عملت مع منظمة “أوكسفام” عام 2013، حيث ركزت على تقوية قدرات الجمعيات العاملة في مجال عدالة النوع الاجتماعي، ونفذت مشروعًا تجريبيًا مع منظمة العفو الدولية عام 2014 حول حق النساء الناجيات من العنف في الوصول إلى العدالة.
بدافع رؤيتها التحويلية للعمل الاجتماعي ورغبتها في استكشاف مساحات أوسع للابتكار، اختارت عايدة مسار الاستشارات، وبدأت رحلة حافلة بالخبرات المتنوعة. ساهمت في دعم استراتيجيات التغيير والسياسات العامة من خلال تقديم المشورة للوزارات، وكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، بالإضافة إلى المجتمع المدني.
تشغل عايدة حاليًا منصب شريكة إدارية في مكتب الاستشارات والخبرات “فك تايري”، حيث توظف خبراتها في مشاريع البحث، تنمية القدرات، التقييم، والتعلم. لا يقتصر التزامها على العمل المهني فقط، بل تسعى لإحداث تغيير اجتماعي ملموس من خلال دعم المبادرات التي تعزز العمل الجماعي وتنمي القدرة على الفعل لدى المجموعات الناشئة. تعتمد في ذلك على مقاربات التنظيم الجماعي والتقاطعية، متبنيةً رؤية تعكس مسؤولية مجتمعية فعالة ومستدامة.